مقالة لدكتور حنين عبد المسيح بعنوان غلطات ومغالطات البابا شنودة

غلطات ومغالطات البابا شنودة الثالث
فى كتابه " الكهنوت "

الحلقة الأولي

فى كتابه " الكهنوت " يقع البابا شنودة الثالث فى الكثير من الغلطات ويلجأ إلى الكثير من المغالطات لكى يثبت " بدعة كهنوت الإكليروس " التى يؤمن وتؤمن بها معه الكنيسة الأرثوذكسية .
وتصل هذه الغلطات والمغالطات إلى حد تحريف آيات الكتاب المقدس سواء بالحذف أو الإضافة أو التبديل لبعض الكلمات أو العبارات أو نزع بعض الآيات من سياقها لكى يستخدمها فى غير محلها وقد سبق وذكرنا بعض الأمثلة على ذلك وسنفضح فى هذا الفصل المزيد من هذه الغلطات والمغالطات بحسب ترتيبها الذى وردت به فى كتابه " الكهنوت " – الجزء الأول ( وهو الأهم ) – طبعة يناير 1989م .
1- فى الفصل الأول " إنكار الكهنوت وتأميمه " :
* وتحت عنوان " اعتراضات والرد عليها " – " الاعتراض الأول "
فى صفحة 11 يقول البابا : [ فى الواقع أن العبارة التى قالها القديس بطرس الرسول " وأما أنتم فجنس مختار ، وكهنوت ملوكى ، أمة مقدسة " ( 1بط 9:2 ) مأخوذة أيضاً من العهد القديم ، من قول الرب لليهود " وأنتم تكونون لى مملكة كهنة وأمة مقدسة " ( خر 6:19 ) وهى لا تعنى أن الشعب كله يمارس أعمال الكهنوت المعروفة كما ظن ذلك قورح وداثان وأبيرام " فاجتمعوا على موسى وهارون وقالوا لهما : كفاكما أن كل الجماعة بأسرها مقدسة ، وفى وسطها الرب "( عدد 3:16 ) فعلى الرغم من أن الجماعة كلها مقدسة ، ومملكة كهنة ، إلا أن الله اختار له كهنة معينين . نفس الوضع فى العهد الجديد ] .
وتعليقنا هو : لا يا غبطة البابا . الوضع ليس هو نفسه فى العهد الجديد ، ففى العهد الجديد لم يختار الله له كهنة معينين من الشعب (الإكليروس) وأعطاهم كهنوت خاص بهم وحدهم دون باقى المؤمنين بل الكهنوت الخاص فى العهد الجديد هو كهنوت الرب يسوع المسيح وحده وهو المقابل للكهنوت اللاوى الخاص فى العهد القديم وهذا ما يؤكده الكتاب المقدس فى قوله :

" فلو كان بالكهنوت اللاوي كمال - إذ الشعب أخذ الناموس عليه - ماذا كانت الحاجة بعد إلى أن يقوم كاهن آخر على رتبة ملكي صادق ؟ ولا يقال على رتبة هارون .... لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا ، قدوس بلا شر ولا دنس ، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات . الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولا عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب ، لأنه فعل هذا مرة واحدة ، إذ قدم نفسه . فإن الناموس يقيم أناسا بهم ضعف رؤساء كهنة . وأما كلمة القسم التي بعد الناموس فتقيم ابنا مكملا إلى الأبد " ( عب 11:7 ، 26 – 28 ) .

فهل كلام الكتاب هنا ينطبق على رؤساء كهنة الكنيسة الأرثوذكسية ( الأساقفة والبطريرك ) أصحاب الكهنوت الخاص المزعوم ؟ هل هم أناس ليس بهم ضعف وكاملين أم لهم ضعفات ونقائص تماماً مثل كهنة العهد القديم ؟ ليس أمثال هؤلاء هم الذين يليقون أن يكونوا رؤساء كهنة للمؤمنين من شعب الله المفديين بل يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا ( أى المسيح ) قدوس بلا شر ولا دنس قد أنفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات ... ابناً مكملاً إلى الأبد . أم أن البابا وكنيسته الأرثوذكسية يريدون أن يعيدوننا إلى مستوى كهنوت العهد القديم ضاربين عرض الحائط بالكهنوت الأسمى والأكمل والأنفع الذى لربنا يسوع المسيح والذى لا نحتاج إلى سواه لأن "الحاجة هى إلى واحد " ( لوقا 41:10) .

* وتحت عنوان " الاعتراض الثانى " و " هكذا الذبائح والكهنوت "
وفى صفحة 18 يقول البابا : [ وقال الرسول إن " الكهنوت قد تغير " ( عب 12:7 ) ولم يقل قد ألغى ، تغير من الكهنوت اللاوى إلى كهنوت على طقس ملكى صادق ] .

تعليق وتساؤل :
وإنى أتسائل : هل الكهنوت الذى على طقس ( رتبة ) ملكى صادق والذى يتغير إليه الكهنوت اللاوى ولم يلغ هو كهنوت رجال الإكليروس المزعوم وهم فيهم نفس النقائص والضعفات التى كانت فى الكهنة اللاويين أم هو كهنوت المسيح الذى هو وحده رئيس الكهنة الكامل الذى على رتبة ملكى صادق كما يؤكد ذلك الوحى الإلهى .

" ولا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه ، بل المدعو من الله ، كما هارون أيضا . كذلك المسيح أيضا لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة ، بل الذي قال له : أنت ابني أنا اليوم ولدتك . كما يقول أيضا في موضع آخر : أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق ... وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه ، سبب خلاص أبدي . مدعوا من الله رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق " ( عب 4:5-6 ، 9 ) .

فمتى يا غبطة البابا قال الله لك ( أو لأى من رجال الإكليروس): " أنت ابنى أنا اليوم ولدتك ... أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكى صادق " وهل أنتم كهنة إلى الأبد لا بداءة أيام لكم ولا نهاية حياة أم هو وحده المسيح الذى له كل المجد رئيس كهنتنا الأبدى الأزلى الذى " لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة ... هذا يبقى كاهناً إلى الأبد " (عب 3:7 ) .

* وتحت عنوان " ما معنى رئيس الكهنة "
وفى صفحة 22 : يتساءل البابا : [ فإن كان المسيح بشهادة الكتاب رئيس كهنة ، فمن يكون الكهنة الذين يرأسهم سوى كهنة العهد الجديد ؟ ] .
والإجابة ببساطة يا غبطة البابا الكهنة الذين يرأسهم المسيح هم مؤمنو العهد الجديد الذين يقدمون ذبائحهم الروحية لله ويخبرون بفضائل الذى دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب والذين قد ذبح المسيح واشتراهم من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة وجعلهم ملوكاً وكهنة لله أبيه وليس فقط رجال الإكليروس ( راجع 1بط 3:2-5 ، 9 ، رؤ 5:1-6 ، 9:5-10 ).